عنيزاوي حنون
10-25-2020, 12:50 AM
علامات النبوة قبل وبعد نزول الوحي على الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم
روى أكثر من حديث عن علامات وإمارات النبوة بعد نزول الوحي على الهادي البشير
محمد صلى الله عليه وسلم منها حديث عن أم سعد عن عائشة أم المؤمنين
رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله تأتي الخلاء فلا يُرى منك شيء من الأذى فقال:
«أو ما علمت يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى منه شيء»[1].
كما روى ابن سعد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحْرَس حتى نزلت هذه الآية ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾
[المائدة: 67]، قالت: فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القُبة لهم
فقال: «أيها الناس انصرفوا عصمني الله بين الناس»[2].
وفي رواية لابن سعد عن سليمان بن ثابت، يعني البُناني قال:
اجتمع المنافقون فتكلموا بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن رجالا منكم اجتمعوا فقالوا كذا وقالوا كذا فقوموا واستغفروا الله وأستغفر لكم»،
فلم يقوموا، فقال: «ما لكم؟ قوموا فاستغفروا الله وأستغفر لكم» ثلاث مرات، فقال:
«لتقومن أو لأسمينكم بأسمائكم» فقال: «قم يا فلان»، قال: فقاموا خزايا مقنعين[3].
ومن بركاته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم بعد النبوة ما حدث من بركة تكثير الطعام
في بيت أحد الصحابة رضي الله عنهم.. فعن سليمان بن ثابت قال: إن امرأة من الأنصار جعلت
طعيما لها تم قالت لزوجها: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه وأسِرَّه
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء فقال: يا رسول الله إن فلانة قد صنعت طُعيما
وإني أحب أن تأتينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: «أجيبوا أم فلان»
قال فجئت وما تكاد تتبعني رجلاي لما تركت عند أهلي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قد جاء بالناس معه، قالت: أو ما أمرتك أن تُسرَّ ذلك إليه؟ قال: قد فعلت، قالت: فرسول الله
صلى الله عليه وسلم أعلم، فجاؤوا حتى ملأوا البيت وملأوا الحُجرة وكانوا في الدار.
وجيء بمثل الكفّ فوضعت، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبسطها في الإناء ويقول
ما شاء الله أن يقول ثم قال: «ادنوا فكلوا فإذا شبع أحدكم فليخل لصاحبه»، قال: فجعل الرجل يقوم
والآخر يقعد حتى ما بقى من أهل البيت أحد إلا شبع، ثم قال: «ادع لي أهل الحجرة» فجعل يقعد
قاعد، ويقوم قائم حتى شبعوا، ثم قال: «ادع لي أهل الدار» فصفوا مثل ذلك، قال: وبقي مثل ما
كان في الإناء، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا وأطعموا جيرانكم»[4].
وعن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فأتي به في قدح دحراح
قال: فوضع يده فيه، فجعل الماء ينبع من أصابعه كأنه العيون، فشربنا، قال أنس فحزرت القوم
ما بين السبعين إلى الثمانين، إلا أن خالدا قال: فجعل القوم يتوضأون.
وفي حديث آخر عن ثابت عن أنس بن مالك قال: حضرت الصلاة فقام جيران المسجد يتوضأون
وبقى ما بين السبعين إلى الثمانين رجلا من المهاجرين فكانت منازلهم بعيده، فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمخضب فيه ماء ما هو بملآن فوضع أصابعه فيه وجعل يصب عليهم
ويقول: «توضأوا حتى توضأوا كلهم، وبقى في المخضب نحو مما كان فيه»[5].
وعن جابر بن عبد الله قال: أصابنا عطش بالحديبية فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين يديه تور فيه ماء فقال بأصابعه هكذا فيه، وقال: «خذوا باسم الله»، قال: فجعل الماء
يتخلل من أصابعه كأنهم عيون فوسعنا وكفانا، وقال حصين في حديثه: فشربنا وتوضأنا[6]
ورويت أيضا أحاديث عن بركته في صب الماء في الزوراء «مكان بالمدينة»
وتسبيح الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم[7].
ومن إرهاصات الوحي أيضا ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: أول ما بدئ به
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل
فلق الصُّبح ثم حُبِّب إليه الخلاء فكان يأتي حراء يتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد ويتزود
لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه...» الحديث[8].
وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بم كنت نبيا؟ قال: «أرأيت إن
دعوت شيئا من النخلة فأجابني أتؤمن بي؟» قال: نعم، فدعاه فأجابه فآمن به وأسلم[9].
وعن الحسن قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده إذا أقبل جمل نادّ حتى وضع رأسه
في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الجمل
يزعم أنه لرجل وأنه يريد أن ينحره في طعام عن أبيه الآ فجاء يستغيث». فقال رجل: يا رسول الله هذا جمل
فلان، وقد أراد به ذلك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل فسأله عن ذلك، فأخبره أنه أراد ذلك
فطلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ألا ينحره، ففعل[10].
أما عن بركته أيضا صلى الله عليه وسلم، فقد ورد حديث.. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
بتنا ليلة بغير عشاء، فأصبحت فخرجت ثم رجعت إلى فاطمة رضي الله عنها، وهي محزونة، فقلت: ما لك؟
فقالت: لم نتعش البارحة ولن نتغذ اليوم وليس عندنا عشاء، فخرجت فالتمست فأصبت ما اشتريت طعاما
ولحما بدرهم، ثم أتيتها به، فخبزت وطبخت، فلما فرغت من إنضاج القدر قالت: لو أتيت أبي فدعوته
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع في المسجد وهو يقول: «أعوذ بالله من الجوع
ضجيعا» فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، عندنا طعام فهلمّ، فتوكأ عليّ حتى والقدر تفور، فقال:
«اغرفي لعائشة»، فغرفت في صحفة، ثم قال: «اغرفي لحفصة» فغرفت في صحفة حتى غرفت لجميع
نسائه التسع، ثم قال: «اغرفي لأبيك وزوجك» فغرفت، فقال: «اغرفي فكلي» فغرفت، ثم رُفع القدر وإنها لتفيض
فأكلنا منها ما شاء الله[11].
هذا، وللهادي البشير بركات ومعجزات كثيرة أخرى سنذكرها بمشيئة الله تعالى
عند ذكر شمائله ومعجزاته صلى الله عليه وسلم[12].
http://www.7ophamsa.com/up/uploads/160330175774911.gif
[1] طبقات ابن سعد ج1 ص135.
[2] المصدر السابق ج1 ص135، 136.
[3] نفس المصدر ص139.
[4] طبقات ابن سعد ج1 ص144.
[5] طبقات ابن سعد ج1 ص140، 141.
[6] المصدر السابق ص143.
[7] انظر مختصر صحيح البخاري التجريد الصريح للإمام الزبيدي، كتاب أحاديث الأنبياء
باب علامات النبوة في الإسلام حديث «رقم 1500»، رقم «1501».
[8] انظر: مختصر صحيح البخاري «التجريد الصريح» للإمام الزبيدي، كتاب الوحي «حديث رقم3»
ص21، وأيضا: دلائل النبوة للبيهقي ج2 ص135 «مبتدأ البعث والتنزيل».
[9] طبقات ابن سعد ج1 ص143.
[10] طبقات ابن سعد ج1 ص146.
[11] طبقات ابن سعد ج1 ص146، 147.
[12] المؤلفة.
د. سامية منيسي
روى أكثر من حديث عن علامات وإمارات النبوة بعد نزول الوحي على الهادي البشير
محمد صلى الله عليه وسلم منها حديث عن أم سعد عن عائشة أم المؤمنين
رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله تأتي الخلاء فلا يُرى منك شيء من الأذى فقال:
«أو ما علمت يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى منه شيء»[1].
كما روى ابن سعد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحْرَس حتى نزلت هذه الآية ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾
[المائدة: 67]، قالت: فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القُبة لهم
فقال: «أيها الناس انصرفوا عصمني الله بين الناس»[2].
وفي رواية لابن سعد عن سليمان بن ثابت، يعني البُناني قال:
اجتمع المنافقون فتكلموا بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن رجالا منكم اجتمعوا فقالوا كذا وقالوا كذا فقوموا واستغفروا الله وأستغفر لكم»،
فلم يقوموا، فقال: «ما لكم؟ قوموا فاستغفروا الله وأستغفر لكم» ثلاث مرات، فقال:
«لتقومن أو لأسمينكم بأسمائكم» فقال: «قم يا فلان»، قال: فقاموا خزايا مقنعين[3].
ومن بركاته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم بعد النبوة ما حدث من بركة تكثير الطعام
في بيت أحد الصحابة رضي الله عنهم.. فعن سليمان بن ثابت قال: إن امرأة من الأنصار جعلت
طعيما لها تم قالت لزوجها: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه وأسِرَّه
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء فقال: يا رسول الله إن فلانة قد صنعت طُعيما
وإني أحب أن تأتينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: «أجيبوا أم فلان»
قال فجئت وما تكاد تتبعني رجلاي لما تركت عند أهلي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قد جاء بالناس معه، قالت: أو ما أمرتك أن تُسرَّ ذلك إليه؟ قال: قد فعلت، قالت: فرسول الله
صلى الله عليه وسلم أعلم، فجاؤوا حتى ملأوا البيت وملأوا الحُجرة وكانوا في الدار.
وجيء بمثل الكفّ فوضعت، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبسطها في الإناء ويقول
ما شاء الله أن يقول ثم قال: «ادنوا فكلوا فإذا شبع أحدكم فليخل لصاحبه»، قال: فجعل الرجل يقوم
والآخر يقعد حتى ما بقى من أهل البيت أحد إلا شبع، ثم قال: «ادع لي أهل الحجرة» فجعل يقعد
قاعد، ويقوم قائم حتى شبعوا، ثم قال: «ادع لي أهل الدار» فصفوا مثل ذلك، قال: وبقي مثل ما
كان في الإناء، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا وأطعموا جيرانكم»[4].
وعن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فأتي به في قدح دحراح
قال: فوضع يده فيه، فجعل الماء ينبع من أصابعه كأنه العيون، فشربنا، قال أنس فحزرت القوم
ما بين السبعين إلى الثمانين، إلا أن خالدا قال: فجعل القوم يتوضأون.
وفي حديث آخر عن ثابت عن أنس بن مالك قال: حضرت الصلاة فقام جيران المسجد يتوضأون
وبقى ما بين السبعين إلى الثمانين رجلا من المهاجرين فكانت منازلهم بعيده، فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمخضب فيه ماء ما هو بملآن فوضع أصابعه فيه وجعل يصب عليهم
ويقول: «توضأوا حتى توضأوا كلهم، وبقى في المخضب نحو مما كان فيه»[5].
وعن جابر بن عبد الله قال: أصابنا عطش بالحديبية فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين يديه تور فيه ماء فقال بأصابعه هكذا فيه، وقال: «خذوا باسم الله»، قال: فجعل الماء
يتخلل من أصابعه كأنهم عيون فوسعنا وكفانا، وقال حصين في حديثه: فشربنا وتوضأنا[6]
ورويت أيضا أحاديث عن بركته في صب الماء في الزوراء «مكان بالمدينة»
وتسبيح الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم[7].
ومن إرهاصات الوحي أيضا ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: أول ما بدئ به
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل
فلق الصُّبح ثم حُبِّب إليه الخلاء فكان يأتي حراء يتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد ويتزود
لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه...» الحديث[8].
وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بم كنت نبيا؟ قال: «أرأيت إن
دعوت شيئا من النخلة فأجابني أتؤمن بي؟» قال: نعم، فدعاه فأجابه فآمن به وأسلم[9].
وعن الحسن قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده إذا أقبل جمل نادّ حتى وضع رأسه
في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الجمل
يزعم أنه لرجل وأنه يريد أن ينحره في طعام عن أبيه الآ فجاء يستغيث». فقال رجل: يا رسول الله هذا جمل
فلان، وقد أراد به ذلك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل فسأله عن ذلك، فأخبره أنه أراد ذلك
فطلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ألا ينحره، ففعل[10].
أما عن بركته أيضا صلى الله عليه وسلم، فقد ورد حديث.. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
بتنا ليلة بغير عشاء، فأصبحت فخرجت ثم رجعت إلى فاطمة رضي الله عنها، وهي محزونة، فقلت: ما لك؟
فقالت: لم نتعش البارحة ولن نتغذ اليوم وليس عندنا عشاء، فخرجت فالتمست فأصبت ما اشتريت طعاما
ولحما بدرهم، ثم أتيتها به، فخبزت وطبخت، فلما فرغت من إنضاج القدر قالت: لو أتيت أبي فدعوته
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع في المسجد وهو يقول: «أعوذ بالله من الجوع
ضجيعا» فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، عندنا طعام فهلمّ، فتوكأ عليّ حتى والقدر تفور، فقال:
«اغرفي لعائشة»، فغرفت في صحفة، ثم قال: «اغرفي لحفصة» فغرفت في صحفة حتى غرفت لجميع
نسائه التسع، ثم قال: «اغرفي لأبيك وزوجك» فغرفت، فقال: «اغرفي فكلي» فغرفت، ثم رُفع القدر وإنها لتفيض
فأكلنا منها ما شاء الله[11].
هذا، وللهادي البشير بركات ومعجزات كثيرة أخرى سنذكرها بمشيئة الله تعالى
عند ذكر شمائله ومعجزاته صلى الله عليه وسلم[12].
http://www.7ophamsa.com/up/uploads/160330175774911.gif
[1] طبقات ابن سعد ج1 ص135.
[2] المصدر السابق ج1 ص135، 136.
[3] نفس المصدر ص139.
[4] طبقات ابن سعد ج1 ص144.
[5] طبقات ابن سعد ج1 ص140، 141.
[6] المصدر السابق ص143.
[7] انظر مختصر صحيح البخاري التجريد الصريح للإمام الزبيدي، كتاب أحاديث الأنبياء
باب علامات النبوة في الإسلام حديث «رقم 1500»، رقم «1501».
[8] انظر: مختصر صحيح البخاري «التجريد الصريح» للإمام الزبيدي، كتاب الوحي «حديث رقم3»
ص21، وأيضا: دلائل النبوة للبيهقي ج2 ص135 «مبتدأ البعث والتنزيل».
[9] طبقات ابن سعد ج1 ص143.
[10] طبقات ابن سعد ج1 ص146.
[11] طبقات ابن سعد ج1 ص146، 147.
[12] المؤلفة.
د. سامية منيسي
