عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-07-2023, 05:01 AM
اوسمتي
199 
 
 عضويتي » 202
 جيت فيذا » Aug 2021
 آخر حضور » اليوم (11:12 PM)
مواضيعي » 774
آبدآعاتي » 199,157 [ + ]
تقييمآتي » 2210
الاعجابات المتلقاة » 387
الشكر المتلقاة » 71
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » ارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond reputeارتواء نبض has a reputation beyond repute
 
افتراضي دلالة العصا في القرآن الكريم







دلالة العصا في القرآن الكريم
ورد لفظ العصا في القرآن الكريم في قصة موسى عليه السلام مع فرعون والسحرة فقط؛ حيث علا بها موسى على فرعون لما علا، وقيل في أصل عصا موسى أقوال، منها: أنها من عند شعيب عندما ورد موسى عليه السلام ماء مدين، ووجد من دون القوم امرأتين تذودان فسقى لهما، ثم تزوَّج إحداهما بعد أن استأجره ثماني حجج، وأن شعيبًا هذا هو النبي الذي أرسله الله تعالى إلى أهل مدين؛ وليس ذلك بصحيح؛ أعني: أن الرجل الذي جاءه موسى هو نبي الله شعيب الذي أرسل إلى أهل مدين؛ إذ إن بين موسى وشعيب قرونًا من السنين، ولم يرد في كتاب الله تعالى أو في سنته صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة مَنْ يقول: إن الرجل الذي جاءه موسى وزوَّجه ابنته هو شعيب النبي الذي أرسل إلى مدين؛ بل ثبت أن شعيبًا هو نبي عربي.
قال ابن تيمية: والقرآن الكريم يدل على أن الله تعالى أهلك قوم شعيب بالظلة؛ فحينئذ لم يبق في مدين من قوم شعيب أحد، وشعيب لا يقيم بقرية ليس بها أحد، وقد ذكروا أن الأنبياء كانوا إذا هلكت أممهم ذهبوا إلى مكة المكرمة، فأقاموا بها إلى الموت، كما ذكر أن قبر شعيب بمكة، وقبر هود بمكة، وكذلك غيرهما، وموسى لما جاء إلى مدين كانت معمورة بهذا الشيخ الذي صاهره، ولم يكن هؤلاء قومَ شعيب المذكورين في القرآن؛ بل ومن قال إنه كان ابن أخي شعيب أو ابن عمه لم ينقل ذلك عن ثبت.
وما يذكرونه في عصا موسى أن شعيبًا أعطاه إيَّاها، وقيل: أعطاه إيَّاها هذا الشيخ، وقيل: جبريل، وكل ذلك لا يثبت.
ولم يذكر عن هذا الشيخ أنه كان شعيبًا، ولا أنه كان نبيًّا ولا عند أهل الكتابين أنه كان نبيًّا، ولا نقل عن أحد من الصحابة أن هذا الشيخ الذي صاهر موسى كان شعيبًا النبي لا عن ابن عباس ولا غيره؛ بل المنقول عن الصحابة أنه لم يكن هو شعيب.
وورد ذكر العصا في القرآن بلفظ منسأة لنبي الله سليمان عليه السلام في قوله تعالى:ï´؟ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ï´¾ [سبأ: 14].
والمنسأة: هي العصا بلغة الحبشة، وقيل بلغة اليمن، من نسأت الشيء؛ أي: أخَّرته، ونسأت الغنم؛ أي: زجرتها، سُمِّيت بذلك؛ لأن الراعي ينسئ بها الإبل عن الحوض[1]؛ أي: يُؤخِّرها، ومنه النسيء؛ أي: التأخير، وقرئ منساته من غير همزة[2]، ومنه المنسأة: وهي العصا التي كان يتوكَّأ عليها سليمان عليه السلام؛ حيث طلب من الله تعالى أن يعمي على الجن موته، وذلك عندما شاع عند الإنس أن الجن يعلمون الغيب.
ويقال: إن سليمان عليه السلام توكَّأ على العصا سنةً كاملةً حتى جاءت الأرضة - وهي دابة من الأرض- تأكل منسأته حتى ضعفت، ووقع على الأرض، ولما رأت الجن ذلك فرَّت في الأرض، فكان ذلك دليلًا على أن الجن لا يعلمون الغيب.
مراتب العصا:
أول مراتب العصا المخصرة: وهو ما يأخذه الإنسان بيده تعلُّلًا به، فإذا طالت قليلًا واستظهر بها الراعي والأعرج والشيخ فهي العصا، فإذا استظهر بها المريض والضعيف فهي المنسأة، فإذا كانت في طرفها عقافة فهي المحجن، فإذا طالت فهي الهراوة، فإذا غلظت فهي القحزنة والمرزبة (ويقال: إنها من حديد)، فإذا زادت على الهراوة وفيها زج فهي العنزة، فإذا كان فيها سنان صغير فهي العكازة، فإذا طالت شيئًا وفيها سنان دقيق فهي نيزك ومطرد، فإذا زاد طولها وفيها سنان عريض فهي آلة وحربة، فإذا كانت مستويةً نبتت كذلك لا تحتاج إلى تثقيف فهي صعدة، فإذا اجتمع فيها الطول والسنان فهي القناة والصعدة والرمح.
منافع العصا:
قال الحسن البصري: في العصا ست خصال، سنة للأنبياء وزينة الصلحاء وسلاح على الأعداء وعون للضعفاء وغم المنافقين وزيادة في الطاعات، ويقال: إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان، ويخشع منه المنافق والفاجر[3]، وتكون قبلته إذا صلى، وقوة له إذا أعيا، والعصا تتخذ قبلة في الصحراء.
وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم عنزة تركز له فيصلي إليها؛ عن عون بن أبي جحيفة، قال: سمِعت أبي قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ فصلى بنا الظهر والعصر وبين يديه عنزة، والمرأة والحمار يمرون من ورائها"[4].
وكان له صلى الله عليه وسلم مخصرة؛ عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ((ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار، وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة))، قال فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال: اعملوا فكل مُيسَّر، أما أهل السعادة فييسَّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسَّرون لعمل أهل الشقاوة))، ثم قرأ: ï´؟ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ï´¾[الليل: 5 - 10][5].
والمخصرة: عصا أو قضيب يمسكه الرئيس ليتوكأ عليه، ويدفع به عنه، ويشير به لما يريد وسميت بذلك؛ لأنها تحمل تحت الخصر غالبًا للاتِّكاء عليها، وفي اللغة اختصر الرجل: إذا أمسك المخصرة
قال القرطبي: والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئًا على سيف أو عصا، فالعصا مأخوذة من أصل كريم ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل، وقد جمع الله لموسى عليه السلام في عصاه من البراهين العظام والآيات الجسام ما آمن به السحرة المعاندون، واتخذها سليمان عليه السلام لخطبته وموعظته وطول صلاته، وكان ابن مسعود رضي الله عنه صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته، وكان يخطب بالقضيب، وكفى بذلك فضلًا على شرف حال العصا، وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء، وعادة العرب العرباء الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام وفي المحافل والخطب، وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني، والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم[7].
تأييد موسى بالعصا:
أرسل الله تعالى موسى عليه السلام إلى فرعون وأيَّده بالمعجزات، وفرعون: علم جنس لملك مصر في القديم؛ أي: قبل أن يملكها اليونان، وهو اسم من لغة القبط، قيل: أصله في القبطية "فاران" نور الشمس؛ لأنهم كانوا يعبدون الشمس، فجعلوا ملك مصر بمنزلة نور الشمس؛ لأنه يصلح الناس، وهذا الاسم ورد عنهم في كتب اليهود، وانتقل عنهم إلى العربية، ولعله مما أدخله الإسلام، وهذا الاسم نظير " كسرى" لملك الفرس القدماء، و"قيصر" لملك الروم، و"نمرود" لملك كنعان، و"النجاشي" لملك الحبشة، و"تبع" لملوك اليمن، و"خان" لملك الترك.
واسم فرعون الذي أرسل إليه موسى عليه السلام: منفطاح الثاني أحد ملوك العائلة التاسعة عشرة من العائلات التي ملكت مصر على ترتيب المؤرخين من الإفرنج، وذلك في سنة 1491 قبل ميلاد المسيح عليه السلام[8].
ومن المعجزات التي جاء بها موسى عليه السلام إلى فرعون: تحوُّل العصا إلى أفعى، وقد ورد تحوُّل العصا إلى أفعى بألفاظ ثلاثة:
الأولى: حية تسعى، فأول ما ظهرت حية على هيئة جان تهتزُّ أمام موسى في الطور؛ قال تعالى: ï´؟ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ï´¾ [طه: 20]؛ وإنما أمره الله بإلقاء العصا هنا حتى لا يخاف منها إذا ألقاها أمام فرعون.
وكان وقت إلقائها بعد أن سار بأهله من مدين إلى مصر لرؤية أهله، فأخطأ الطريق في ليلة شاتية باردة مظلمة، وقد جاء المخاض زوجه، فأخرج زنده ليقدح نارًا لأهله ليصطلوا، ويبيتوا حتى يصبح ويعلم وجه طريقه، وحاول مرارًا قدح زنده ولكن دون فائدة، ثم أبصر نارًا، فقال لأهله: ï´؟ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ï´¾ [القصص: 29]، فإن لم أجد خبرًا، فسآتيـكم بـــ ï´؟ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ï´¾ [القصص: 29]، فحين وصلها رآها نورًا ممتدًّا من السماء إلى شجرة عظيمة، فتحيَّر موسى وخاف حين رأى نارًا عظيمة بغير دخان، فتراجع فنُودي منها، فلما سمع الصوت استأنس فعاد ï´؟ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [القصص: 30][9]، ثم أمر بخلع حذائه ï´؟ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ï´¾ [طه: 12]؛ لذا بنو إسرائيل يخلعون أحذيتهم في الصلاة، وأمرنا أن نخالفهم فنصلي بالأحذية.
الثانية: جان تهتزُّ، والجان أصغر الحيات، وقد وصفت بذلك؛ لبيان شدة تحركها، قيل كانت في بداية تحولها كأنها جان، ثم تنتفخ وتتورَّم حتى تصبح ثعبانًا عظيمًا في نهاية حالها؛ قال تعالى: ï´؟ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ï´¾ [النمل: 10].
الثالثة: ثعبان مبين، وهو الكبير من الحيات، وقيل: الذكر، وقد جاء وصف الحية بأنها ثعبان مبين يوم أن ألقيت أمام فرعون، فلما رآها وقع عن سريره من شدة الخوف، كذلك تحوَّلت إلى ثعبان عظيم أمام السحرة تلقف سحرهم العظيم، وتعود عصا كما كانت؛ قال تعالى: ï´؟ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ï´¾ [الأعراف: 107]، وجاءت الآية ï´؟ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ï´¾ جملة اسمية للدلالة على كمال سرعة الانقلاب وثبات الثعبانية فيها، وأنها في الأصل كذلك، وقيل: جاء اختلاف وصفها باختلاف أحوالها، فهي كالحية في سعيها، وكالجان في حركتها، وكالثعبان العظيم في ابتلاعها[10].
والحكمة من تحوُّل العصا إلى ثعبان عظيم؛ لأنه أعظم الحيات، ومن أجل بثِّ الرعب في نفس فرعون الذي ادَّعى الربوبية والعلو في الأرض، فأراد الله تعالى أن ينهار كل ذلك أمام عصا صغيرة تتحوَّل إلى ثعبان يبتلع إفك السحرة، ويهدم كبرياء فرعون فضلًا عن التحكُّم في ملكه، فقد انهار داخله قبل أن ينهار خارجه.
والسحرة الذين أقسموا بعزة فرعون أنهم لغالبون، يلقون سحرًا عظيمًا بدافع الكفر والجحود ثم بعد ساعة يلقون رؤوسهم للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الإلقاءين!
ومن عجيب أمر العصا أنها لم تكن في التحوُّل على هيئة واحدة، فقد كانت تتحوَّل إلى حية وثعبان لتكسير إكسير الكبر في نفوسهم، أما مع بني إسرائيل فلم يعد لها وجود كأفعى تخيف؛ إذ يكفيهم الخوف المتمكِّن في قلوبهم، فقد كان موسى عليه السلام يضرب لهم العصا بالبحر فيصبح يابسًا كالصخور، وأمواجه جامدة عظيمة كالجبال، ويضرب الحجر اليابس فيخرج منه الماء، في حين تقرع أسماعهم آيات الله فيهزؤون منها، وقلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، فلا ندى فيها ولا رطوبة لإيمان!
[1] رسالة في قصة شعيب؛ ابن تيمية 64، ومفردات القرآن 1/ 1440، والحجة في القراءات السبع 1/ 293.
[2] فقه اللغة 916، وتفسير القرطبي 11/ 188.
[3] تفسير القرطبي 11/ 188.
[4] رواه البخاري 1/ 188، رقم 477.
[5] رواه مسلم 4/ 2039 رقم 1296، والبخاري 4/ 2039، رقم 2647.
[6] فتح الباري 11/ 496.
[7] تفسير القرطبي 11/ 188.
[8] التحرير والتنوير 1/ 1604.
[9] الفتح الرباني 20/ 90.
[10] الجامع الصحيح المختصر 4/ 1788، وتفسير البيضاوي 1/
محمود ربايعة










رد مع اقتباس