عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-11-2021, 11:35 AM
اوسمتي
145 
 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » Jul 2020
 آخر حضور » 04-28-2024 (06:29 PM)
مواضيعي » 7231
آبدآعاتي » 145,076 [ + ]
تقييمآتي » 300
الاعجابات المتلقاة » 1495
الشكر المتلقاة » 61
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Qatar
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 48 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق ♔
 التقييم » الغالي is a jewel in the roughالغالي is a jewel in the roughالغالي is a jewel in the roughالغالي is a jewel in the rough
 
افتراضي وقفات وعبر من إسراء خير البشر



تأتي ذكرى الإسراء والمعراج وهي من أعز الذكريات في تاريخ الإسلام والمسلمين، فما أجملها من ذكرى
وما أجلها من حادثة، تأتي ذكر الإسراء لتجدد فينا الأمل والثقة في نصر الله، وأن الفرج قريب
فلا تفقدوا الأمل، فقد تحررت القدس بعد تسعون عاما من الاحتلال الصليبي، لذا أرى من الواجب علينا
أن نقف مع أحداث ذكرى الإسراء والمعراج بعض الوقفات لنأخذ منها بعض الدروس والعظات والعبر.
الوقفة الأولى: بعد كل محنة منحة
فقد سبقت رحلة الإسراء والمعراج ابتلاءات جسدية ونفسية واقتصادية واجتماعية وحصار
وتضيق، خاصة بعد أن مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة، وتوالت المصائب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وتطاول الأذى حتي نالت قريش من رسول الله مالم تطمع به في حياة عمه أبي طالب
ثم بعد ذلك انتقال النبي بالدعوة الى مكان جديد الى الطائف فكان الصد والعنف من سادتها
واهلها ثقيف حتى دميت قدميه الشريفة في سبيل الدعوة، وكان يوم الطائف من أشد الأيام
التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان اللجوء والتضرع إلى الله سبحانه، فالدعاء أعظم
ما يملكه المسلم فلا يستطيع أحد أن يحول بينك وبين الدعاء، فتضرع النبي إلى الله عز وجل
وكان كل ما يشغله؛ «يارب إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي» هذا ما كان يشغل بال النبي
صلى الله عليه وسلم، فكانت الإجابة سريعة من ربه جل وعلا، فكانت رحلة التشريف والتكريم
رحلة الإسراء والمعراج وكأنه يقول لحبيبة ومصطفاه (إن كان أهل الأرض قد حاربوك وآذوك
فإن رب الأرض والسموات يدعوك) في رحلة أرضية سماوية
﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 8 - 10]
حتى وصل إلى سدرة المنتهى، إنها معجزة لم تحدث لنبي من قبله ولا لأحد من بعده.
الوقفة الثانية: قدرة الله سبحانه وتعالى
تأتي ذكر الإسراء والمعراج لتقول للمشككين والمعاندين هذه هي قدرة الله عزوجل التي ليس لها
حد ولا لمنتهاها رد، تقول للذين يمكرون بالإسلام بالليل والنهار، ها هي قدرة الله سبحانه
أروني في تاريخ الدنيا فى طولها وعرضها منذ كان لها تاريخ معجزة كهذه جزء قليل من الليل يتسع لأحداث
ضخمة وكبيرة، كيف لهذا الزمن القليل أن يستوعب هذا الدور الكبير والأحداث العظيمة.
لذلك من اللطائف أن تبدأ سورة الإسراء بقوله تعالى :﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ... ﴾ [الإسراء: 1]
وهو تأكيد علي قدرة الله سبحانه وتنزيهه عن كل نقص أو عجز أو ظن سوء مثل ترك المؤمنين
يهانون أو دوام تسلط الظالمين، يقول ابن القيم - رحمه الله -: « فمن ظن أن الله لا ينصر رسوله
ولا يتم أمره ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويُعليهم ويٌظفرهم بأعدائه ويُظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر
دينه وكتابه فقد ظن بالله ظن السوء»[1].
لذلك فإن التسبيح هو وغيره من صور الذكر هو حصن المسلم مع كل محنة أو ضيق
يقول ابن مسعود: « ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح »[2].
الوقفة الثالثة: شرف العبودية
ذكر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية في الموطن وفي أشرف المواطن:
في موطن الإسراء فقال جل وعلا: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ [الإسراء: 1]
وفي موطن الدعوة: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ﴾ [الجن: 19]
وفي موطن الجهاد: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ﴾ [الأنفال: 41]
وفي موطن الوحي: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ [الكهف: 1]
فأين نحن من شرف العبودية التي هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه
من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، من صلاة وصيام وتلاوة وذكر، وانفاق
وصلة رحم، ودعوة وتفكر، وتوكل ورجاء، وخشية وإنابة.
منتهى الشرف أن تكون عبدًا لله، ومنتهي الذل أن تكون عبدًا لغيره، من الشهوات والشبهات
أن تكون عبدًا للدينار والدرهم، والمنصب والجاه والسلطان، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه
عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم، وعبد الخميصة
إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، واذا شيك فلا انتقش»[3].
الوقفة الرابعة: شرف الليل
وكان الإسراء ليلًا للإشارة إلى أن الليل هو معراج المؤمنين إلى ربهم:
﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]، فالليل هو جنة المؤمنين
ومستراح العابدين، أفضل أوقات تدبر القرآن بالليل، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل
وأفضل أوقات الاستغفار بالأسحار ليلا، يقول شاعر الإسلام محمد إقبال: (كن مع من شئت
في العلم والحكمة حتى يكون لك أنَه في السحر) أي تضرع وبكاء في آخر الليل.
الوقفة الخامسة: الربط في الرحلة بين المسجدين
من أهم دلالات رحلة الإسراء ذلك الربط بين المسجد الحرام والمسجد
الأقصي للتأكيد على أهمية المسجد الأقصي
قال تعالى : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]
وأن المسجدين أمانه في أعناق المسلمين، فالأقصى كمكة لا يجوز التفريط فيه، ووجوب العمل
على نصرته والتحذير مما يحاك به من مآمرات، وأن التهديد للمسجد الأقصي هو تهديد
للمسجد الحرام، والنيل من الأقصى هو توطئة للنيل من المسجد الحرام.
فكلنا أمل أن نجعل من ذكرى الإسراء تذكيرًا للمسلمين، فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا
وإلى الجهاد دليلا، وإلى المجد طريقًا، وإلى العمل الصالح معراجًا.
وكلنا أمل: أن تدفعنا هذه الذكريات، لاستعادة ما ضاع من عزة ومجد وكرامة
وما تمزق من شمل، وما تهدم من بنيان وما احتل من ديار ومقدسات.
فهل تتحقق الآمال وتسعدنا الأيام، فنري رجالًا أمثال عمر بن الخطاب وأبي عبيدة
عامر بن الجراح ونور الدين محمود وصلاح الدين ليعيدوا مجد الإسلام من جديد وما ذلك
على الله بعزيز. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.



 توقيع : الغالي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس