في إحدى القرى كان يعيش مزارع مخادع وماكر، حيث باع لجاره بئر ماء موجودًا في أرض هذا المزارع المخادع مقابل أن يعطيه جاره مبلغ كبير من المال مقابل هذا البئر، وبالفعل اشترى الرجل الطيب وهو مزارع أيضًا البئر بثمنٍ باهظ حتى يتمكن من استخدام الماء الموجود في البئر ليروي فيه مزروعاته، وفي اليوم التالي جاء المزارع المخادع إلى أرضه وقام بطرد المزارع الطيب وقال له: اذهب يا رجل من هنا فأنا قد بعتك البئر فقط ولكني لم أبيعك الماء الموجود في هذا البئر!ن فدهش المزارع الطيب مما سمعه من المزارع المخادع وذهب ليشتكي إلى القاضي من هذا المزارع المخادع بعد أن حاول معه مرارًا وتكرارًا بأن يقنعه بأنه قد باعه البئر مع الماء الموجود فيه ولكن المزارع المخادع لم يستجب له، فسمع القاضي قصة المزارع الطيب مع المزارع المخادع ثم أمر بإحضار المزارع المخادع إلى قاعة المحكمة وجاء المزارع المخادع وطلب منه القاضي أن يعطي البئر للمزارع الطيب لأنه قام ببيعه البئر ولكن المزارع المخادع رفض ذلك، فقال له القاضي: حسنًا، إن أردت الماء فقم بإخراجه من البئر لأنه الماء من حقك والبئر من حق المزارع الطيب وإن لم تفعل ذلك ستقوم بدفع الأجرة يوميًا للمزارع الطيب لأن البئر الذي فيه الماء من حقه هو، فجن المزارع المخادع وحينها عرف بأن المكر والخداع لا يضران إلا صاحبهما.