02-16-2023, 09:27 PM
|
|
|
|
عضويتي
»
243
|
جيت فيذا
»
Apr 2022
|
آخر حضور
»
يوم أمس (04:52 PM)
|
مواضيعي
»
280
|
آبدآعاتي
»
39,200
[
+
]
|
تقييمآتي
»
600
|
الاعجابات المتلقاة
»
192
|
الشكر المتلقاة
»
2
|
دولتي الحبيبه
»
|
جنسي
»
|
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي ♡
|
آلعمر
»
17 سنه
|
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط ♡
|
التقييم
»
|
|
|
|
سلسلة مكارم الأخلاق (20)
ضرورة مصاحبة الأخيار
تحدَّثنا عن السُّبُل المُعِينة على ترك المعاصي، والأسباب التي يتحصَّن بها المؤمن ضد الإصابة بمرض الذنوب، وعدوى المُوبِقات، ذكَرنا منها: "ضرورة استعظام أمر المعاصي"، و"ضرورة ترك المجاهرة بها"، و"ضرورة إشغال النفس بالطاعات"، و"ضرورة استغلال الأوقات فيما يرضي ربَّ السموات"، ونريد اليوم - إن شاء الله - أن نطرق السبب الخامس، الذي يعتبر من أعظم الأدوية الناجعة للقضاء على المعاصي أو التقليل منها؛ لأنه بمثابة المنبِّه المستمر، الذي يذكِّرك إذا نسيتَ، وينصح لك إذا استنصحت، ويُقيل عثْرتَك إذا ضَلَلت، هذا السبب هو: "ضرورة مصاحبة الأخيار".
قال - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].
نقل القرطبي أن الظالم لنفسه في الآية هو عقبة بن أبي معيط، وقد دعا مجلسًا من أشراف قريش، فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لطعام، فأبى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأكل وقال: ((لا آكل، حتى تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله))، فقال: ما أنت بآكلٍ حتى أشهد؟ قال: ((نعم))، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فلقيه أمية بن خلف، فقال: صَبَوْتَ؟! لا أرضى حتى ترجع فتبصق في وجهه، وتطأ عنقه، وتقول كيت وكيت، ففعل عدوُّ الله ما أمره به خليلُه، فأنزل الله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ... ﴾.
فانظر كيف أسلم عقبةُ بن أبي معيط حين نطق بالشهادة، ثم ثَنَاه رفيقُ السوء - أمية بن خلف - عن إيمانه، ليكون رفيقه في النار يوم القيامة، فلا يملك حينئذٍ إلا الندمَ والكمد؛ قال – تعالى -: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، كُلٌّ - يوم القيامة - يتبرأ من خليله، وكأنه لم يعرفْه، أما المتقون الصادقون، فيستمرون على أخوَّتهم، ويَثبُتون على خلَّتهم؛ لأنهم أصلحوا في الدنيا وأحسنوا، فجمَعَهم الرحمن يوم القيامة في رحمته؛ قال - تعالى -: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114]، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رغَّب في مصاحبة الأخيار وبيَّن فضلهم، فقال: ((إنما مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير: فحاملُ المسك: إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة))؛ متفق عليه.
قال النووي تعليقًا على الحديث: "فيه فضيلة مجالسة الصالحين، وأهل الخير والمروءة، ومكارم الأخلاق والورع، والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر، وأهل البدع، ومن يغتاب الناس، أو يَكثُر فجره وبَطالته، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة".
ولقد صنَّف المأمون الناسَ، فقال: "الناس ثلاثة: رجل منهم مثل الغذاء، لا بد منه، ورجل منهم كالدواء، يُحتاج إليه في حال المرض، ورجل منهم كالداء، مكروه على كل حال".
أيها المؤمنون والمؤمنات:
ما أهلك شبابَنا غيرُ صحبة السوء، وما أثَّر في حياتهم الخُلقية، والاجتماعية، والعلمية غيرُ رفقاء الأهواء والملذات، الذين يهدمون ما يبنيه الآباء داخل الأسرة، ويعالجه المعلمون داخل المدرسة، ويصدع به الخطباء والوعَّاظ في المساجد وغيرها، وفي المقابل، استرشد كثير من الناس، وتغيَّرت أحوالهم من الزيغ والضلال، إلى طريق الحق والفلاح؛ بسبب رفقة الصلاح، وجلساء الخير، وإن كانوا قلة.
وَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ ♦♦♦ وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ
ومن جميل كلام الفضيل بن عياض: "اتَّبِعْ طُرُقَ الهدى، ولا يضرك قلةُ السالكين، وإياك وطرقَ الضلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين".
ولذلك أوصانا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - بملازمة المؤمنين الصادقين الأتقياء، فقال: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ))؛ "صحيح سنن أبي داود"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدُكم من يخالل))؛ "صحيح سنن الترمذي".
إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ
وَلاَ تَصْحَبِ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي
عَنِ المَرْءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ
فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "إذا رزقكم الله مودةَ امرئ مسلم، فتشبَّثوا بها".
وقال بلال بن سعد - رحمه الله -: "أخٌ لك كلما لقيك ذكَّرك بحظِّك من الله، خيرٌ لك من أخٍ كلما لقيك وضع في كفِّك دينارًا".
وقال محمد بن واسع - رحمه الله -: "لا خير في صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان، إذا كانوا عبيدَ بطونهم؛ لأنهم إذا كانوا كذلك، ثبَّط بعضُهم بعضًا عن الآخرة".
وقال أبو جعفر محمد بن علي لأصحابه: "يُدخِل أحدُكم يدَه في كُمِّ صاحبه ويأخذ ما يريد؟ قالوا: لا، قال: فلستم بإخوان كما تزعمون"، فالصاحب الحقيقي من واساك في الشدة، وأعانك في المحنة، وأعطاك عند الحاجة، وإلا فليس بصاحبٍ.
فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَخِي بِحَقٍّ
فَأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي مِنْ سَمِينِي
وَإِلاَّ فَاطَّرِحْنِي وَاتَّخِذْنِي
عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وَتَتَّقِينِي
الخطبة الثانية
تأمَّل في هذا الحديث البديع، الذي يحثُّ على الصُّحبة الصالحة، ويدعو إلى المخالطة النافعة؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لله ملائكةً يطوفون في الطُّرق، يلتمسون أهل الذِّكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادَوا: هلمُّوا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربُّهم - وهو أعلم منهم -: ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبِّحونك ويكبِّرونك، ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأَوْني؟ فيقولون: لا والله، ما رأوك، فيقول: وكيف لو رأوني؟ قالوا: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا، قال: فما يسألونني؟ قالوا: يسألونك الجنة، قال: وهل رأوها؟ قالوا: لا والله يا رب، ما رأوها، قال: فكيف لو أنهم رأوها؟ قالوا: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظمَ فيها رغبةً، قال: فممَّ يتعوَّذون؟ قالوا: من النار، قال: وهل رأوها؟ قالوا: لا والله يا رب، ما رأوها، قال: فكيف لو رأوها؟ قالوا: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا، وأشد لها مخافة، قال: فأشهدُكم أني قد غفرتُ لهم، فيقول مَلَكٌ من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى جليسُهم))؛ متفق عليه.
فلنهتمَّ برفقاء أبنائنا، ولنعلَمْ أن وسائل الاتصال الحديثة من تلفاز، وإنترنت، وهواتف محمولة، تلتهم من أوقاتهم أكثرَ مما يقضونه في فصول الدراسة، وأن أشرطة الصور الخليعة منتشرة بينهم، وقد أُلقي القبض مؤخرًا على خمسة أشخاص بحوزتهم 4000 قرص مدمج بها أفلام إباحية شاذة، ينشرونها بين أبنائنا، وإلى الله المشتكى.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#2
|
طرح رائع
وكل الشكر على طرحك الطيب
اتمنى لكم المزيد من التالق والتميز
يعطيك عافيه على تقديم ماهو جديد ومفيد
لك محبتي وأحترامي
ودمتم بسعاده
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#3
|
ابدعت في انتقاء موضوعك
سلمت اناملك ع الطرح الراقي
راق لي ما راق لك
ربي يعطيك الف عافيه
في انتظار كل جديدبكل شوق
تحيتي ...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#4
|
موضوع في قمة الروعه لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة
دمت لنا ودام تالقك الدائم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#5
|
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـً العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـً
بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#6
|
طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
تحياااتي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#7
|
ماشاءالله
طرح بمنتهى الروعه والجمال
سلمت الايادي
شكرا لك ع جهودكك المميزه
يعطيك العافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#8
|
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#9
|
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً يستحق الشكر والمتابعه
دامت روعه الطرح وجمال العطاء
أكاليل الزهر أنثرها في صفحتك
مع خالص تحياتى وفائق تقديرى
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-16-2023, 09:27 PM
|
#10
|
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً يستحق الشكر والمتابعه
دامت روعه الطرح وجمال العطاء
أكاليل الزهر أنثرها في صفحتك
مع خالص تحياتى وفائق تقديرى
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:22 PM
| | | | | | | | | |