♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قال يا قوم أرأيتم ﴾ أعلمتم ﴿ إن كنت على بينة من ربي ﴾ بيانٍ وحجَّةٍ من ربي ﴿ ورزقني منه رزقاً حسناً ﴾ حلالاً وذلك أنَّه كان كثير المال وجواب إنْ محذوف على معنى: إنْ كنت على بينة من ربي ورزقني المال الحلال أتَّبع الضَّلال فأبخس وأُطفف؟ يريد: إنَّ الله تعالى قد أغناه بالمال الحلال ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ أَيْ: لست أنهاكم عن شيءٍ وأدخل فيه وإنَّما أختار لكم ما أختار لنفسي ﴿ إن أريد ﴾ ما أريد ﴿ إلاَّ الإصلاح ﴾ فيما بيني وبينكم بأن تعبدوا الله وحده وأَنْ تفعلوا ما يفعل مَنْ يخاف الله ﴿ ما استطعت ﴾ أَيْ: بقدر طاقتي وطاقة الإِبلاغ والإِنذار ثمَّ أخبر أنَّه لا يقدر هو ولا غيره على الطَّاعة إلاَّ بتوفيق الله سبحانه فقال: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإليه أنيب ﴾ أرجع في الميعاد.